يحتل الوقت أهميةً كبيرةً في حياة الإنسان، ويعد بمثابة عمر الإنسان، حيث إن كل يوم يذهب وينقضي يأخذ من عمر الإنسان ويقربه من أجله، ولذلك حري بالشخص أن يستغل وقته على أكمل وجه ليحقق لنفسه السعادة في الدنيا والآخرة، فيستفيد من وقته بما يعود عليه بالمنفعة. وعليه أن يدرك أن الوقت أغلى من أن يتم إنفاقه في ما لا ينفع فإذا انقضى الوقت لن يستطيع أياً كان استعادته بكل ما يملك من قوة، كما لا يستطيع المرء أن يوقف عقارب الساعة لأي فترة مهما قصرت، ولا يمكن لأحد أن يبيع ويشتري الوقت. وتختلف أهمية الوقت وكيفية استثماره من شخص لآخر، كما تختلف باختلاف البيئات والمجتمعات، ويعود ذلك إلى مدى إدراك الأفراد لأهمية الوقت في ارتقاء العقل وتطور مستوى المعيشة والحياة بوجه عام كلام نصيحة وحكمة لاحظت الكاتبة من كلام الفاضل الأستاذ آدم أليف بن عبد الرحمن الذي قال: "الوقت هو جزء من حياتنا إن لم يكن هو كل حياتنا فإذا نحن ضيعناه ضاع بذلك جزء كبير من حياتنا، وإن استخدمناه جيدًا فإننا نبني به حياتنا. لذا، فقد نرى بعض الأشخاص في الحياة من الذين لا يكفيهم وقتهم لقضاء مهامهم الكثيرة، فهم يحرصون على كل دقيقة حتى لا تمضي دون عمل نافع." فلذلك، للآسف هؤلاء الأشخاص الذين لا يعرفون كيف يستغلون وقتهم في شيء نافع، فيدركهم الملل والضجر ويخرجون من بيوتهم بلا هدف يبحثون عن وسيلة يتخلصون بها من ذلك الملل، ويفرحون إذ يجدون ما يستطيعون به قتل الوقت وضياعه بينما قتل الوقت هو قتل جزء من حياتهم لوقت نعمة من الله تعالى إذا استغلها الإنسان في طاعة الرحمن، فليس في الوجود أغلى من الوقت، وبه يشتري الإنسان جنَّةً نعيمُها مقيم، وليس في الحياة نعمة بعد الإيمان أعظم من نعمة الصحة والفراغ فوائد تنظيم الوقت لتنظيم الوقت العديد من الفوائد التي تعود على الفرد، وإن عدم تنظيم الفرد لوقته يؤدي إلى تراكم أعماله وبالتالي زيادة الضغوطات عليه، ومنها: نيل رضى الله عز وجل: فالوقت أمانة، والإنسان مسؤول عن وقته وعمره، ولقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان لعبادته وللقيام بالعمل الجاد والدؤوب في الأرض لتحقيق أسمى الأهداف وتحقيق الخير في المجتمع، وعليه أن يستغل وقته على أكمل وجه لإعمار الأرض ونشر الخير فيها التوفيق بين العمل والحياة الشخصية: فمن ينظم الوقت ويضع خططًا وجداول تشتمل على كل ما يلزم القيام به من مهام يستطيع أن يؤدي أعماله على أكمل وجه، بل ويمكنه أن يؤدي واجباته العائلية ويقضي احتياجاته الشخصية و يرفه عن نفسه دون أية ضغوطات. إنجاز الأعمال وتحقيق الأهداف: إن من ينظم وقته ويستغله أكمل استغلال يشعر بالرضى عن نفسه ويحقق الراحة التي يطمح إليها الأفراد جميعا، في حين إن من يضيع وقته ويقضيه بما لا يعود علية بالنفع لا يلبث أن يندم ويشعر بالذنب إزاء ذلك، كما أنه يشعر بالحسرة على وقته المهدور سدًى إنجاز الأعمال في الوقت المحدد: فعندما ينظم المرء وقته يستطيع أن ينجز أعماله أولا بأول، وبالتالي لا يداهمه الوقت بانقضائه، ولا تتراكم أعماله ويشعر بأي ضغوطات الاستفادة من الجهود المبذولة على أكمل وجه: فبتنظيم الإنسان للوقت يمكنه أن يحقق أكبر استفادة من الجهد المبذول، ويعود ذلك عليه بالنفع الكبير سواء كان في تحقيق ثروة أكبر، أو النجاح في العمل أو غيرها من الأمور الأخرى المرجوّة تجنب الازدواجية في تحقيق الأعمال: حيث إنه يمكن للإنسان بتنظيم وقته أن يتجنب القيام بالأعمال بطريقة مزدوجة، وبالتالي يحقق التوازن وصفاء النفس، والبعد عن إضاعة الجهد والوقت إرضاء الموظف لرؤسائه في العمل: فتنظيم الوقت يؤدي إلى عدم إهمال أو نسيان أي من الواجبات والأعمال المطلوب تنفيذها، بل عدم تأجيل أي منها أيضًا، الأمر الذي يبعث شعور الرضى في نفوس رؤساء العمل زيادة الإنتاجية: إن الفرد الذي ينظم وقته يحقق إنتاجية عالية مقارنة بمن لا ينظمه التركيز في العمل: يؤدي تنظيم الوقت إلى صفاء الذهن ومنع تشوشه، وبالتالي من ينظم وقته يستطيع أن يعلم ما هي الأعمال المطلوبة منه بالتحديد ويركز في إنجازها بفاعلية أكبر الاستفادة من الوقت الإضافي: فمن ينظم وقته يستطيع إنجاز أعماله بوقت أقل، وبالتالي يمكنه أن يستفيد من الوقت الزائد بإنجاز أعمال أخرى من الأعمال المراد إنجازها بدلًا من قضائه الوقت أمام شاشة التلفاز أو في عمل آخر غير مفيد إنجاز أكبر قدر من الأعمال: حيث يساعد تنظيم الوقت الإنسان على إنجاز الأعمال التي كانت تستغرق وقتًا كبيرًا في وقت أقل، فالعمل الذي كان يُنجز في أسبوع يمكن مع تنظيم الوقت أن ينجز خلال يومين أو ثلاثة أيام كسب احترام الناس: فمن ينظم وقته ويكون محافظًا على مواعيده ويقوم بأعماله على أكمل وجه، يختلف عن الإنسان الفوضوي ويكسب احترام الآخرين فيعجبون به ويحبونه زيارة الأقارب وتنظيم العلاقات الاجتماعية: حيث يستطيع المرء أن ينظم زياراته العائلية وزيارة أصدقائه زيادة الثقة بالنفس: فالإنسان المنظّم في وقته وعمله ترتفع ثقته بنفسه، كما أنه يتجنب حدوث المفاجآت في العمل أو غيره من أزمات ومشكلات، فهو قادر على القيام بالأعمال في وقتها المحدد الشعور بالمسؤولية بشكل أكبر: فتنظيم الوقت يجعل الفرد أكثر تحملًا للمسؤوليات كما يجعله يواجه الصعوبات بجرأة أكبر زيادة الدخل: إن من ينظم وقته يستطيع أن يجد وقتًا إضافيًا لممارسة هواياته ويساعده ذلك على إيجاد مصادر أخرى للدخل تجنب التحسر على الوقت: ففي تنظيم الوقت فائدة كبيرة، حيث يشعر المرء أنه استغل وقته كما يجب، وبالتالي فإنه لا يشعر بالندم أو الحسرة على ضياع الأوقات
معرفة الأولويات وتحديدها: حيث يستطيع الإنسان الذي ينظم وقته ويديره على أكمل وجه أن يحدد أهدافه القريبة والبعيدة، وبالتالي تنظيم الأفكار وتحديد الرؤية بوضوح الموازنة بين العمل والراحة: فمن ينظم وقته على أكمل وجه يستطيع أن يأخذ قسطًا من الراحة في الوقت المحدد لذلك، ومعاودة العمل في الوقت المحدد أيضًا تنظيم الحياة: حيث يتجنّب من ينظم وقته الإرباك الحاصل وارتكاب الأخطاء الناتجة عن عدم تنظيم الوقت، وبالتالي تنظيم الحياة بشكل أكبر وتنظيم النفس أيضًا، مما يجعل الحياة أجمل وأكثر سهولة
0 Comments
|
AuthorNur Syahirah binti Muzaffar Archives |